احسان المنذر: إذا كنت ملحناً فتش عن أغنية تدوم

عشق النغم منذ نعومة أظافره، وابتدع نايه ليعزف عليه وهو ابن السابعة، ووجد آلة الاوكورديون الخاصة بأخيه فأخذ يعزف عليها معزوفة عزيزة لعبدالوهاب..

في عام(1959) دخل الكونسرفاتوار الوطني (القسم الغربي) يدرس البيانو.وأخذ دروسا ً خاصة على الأستاذ الروسي تشيسكينوف (في بيته – رأس بيروت، وهو أيضا ً أستاذ زياد الرحباني).

فسافر إلى إيطاليا (1970) ملتحقا ً بمعاهد خاصة في جنوى وميلانو يدرس التأليف الموسيقي. وأخذ يعزف البيانو ويغني (في ست لغات) في الفنادق وفي حفلات خاصة، وعمل مترجما ً في القنصلية اللبنانية (ميلانو). واشتهر بغنائه أعمال نات كنغ كول.

ضيفنا اليوم شخصية موسيقية قيمة ضيفنا اليوم هو الموسيقار الاستاذ إحسان المنذر ابن بيروت..

* بداية دعنا نتعرف عليك؟!

@ إحسان أحمد المنذر وهذا ما عُرفت به  إحسان المنذر وهو اسمي الحقيقي..

 من عائلة لبنانية متواضعة اب و  ام وخمسة شباب وثلاث بنات وكان أبي مثقف جدا يحب الشعر والرسم والفن رغم انه لم يتخرج من الجامعة، وهكذا وجدت نفسي امام جو يسوده الادب والاحترام في البيت الى درجة مثالية …

تشجع الفن ولكن الدراسة اهم ولذا فقد دخلت الجامعة وحاولت التخرج من كلية السياسة والاقتصاد ولكن قطعت الدراسة وذهبت الى إيطاليا لأدرس الموسيقى.

* كما ذكرنا علاقتك مع النغم بدأت منذ السابعة كيف تعلق قلبك بالنغم والموسيقى؟!

@منذ سن السابعة بدأت أتابع أغاني عبدالوهاب وأم كلثوم التي كان والدي يستمع إليها تقريبا كل يوم بشغف وكنت أتابع دون تحليل الكلمات والمعاني فتغلبت عندي النغمة اكثر من الكلمة حسب عمري…

 وقد حاولت العزف أولا على الناي ثم الاكورديون وبعدها في سن الحادية عشر دخلت الكونسر فانوار لدراسة آلة البيانو…

 وعندما سافرت إلى القاهرة بسن الثامنة عشر لنيل شهادة التوجيهية دخلت معهد الأهرام للموسيقى وكان مديره أنا ذاك أبو بكر خيرت وقد تعرفت على الكثير من الموسيقيين مثل رضا رجب وحسن شرارة وغيرهم وقد التقيت بهم فيما بعد في الأستديوهات أثناء تسجيل أغاني لمشاهير الفنانين

*الطموح والشهرة والطريق إليهما ليس بممهد ولكنه شاق جداً ما هي المشقات التي وجدتها حتى تصبح موسيقاراً؟

*الطموح حافز مهم في حياة أي إنسان يريد الوصول في مهنته إلى النجاح والشهرة تأتي بعد تحقيق النجاح حسب درجته وأنا لم افكر أبدا في الشهرة …

كان همي تحقيق توزيع موسيقي جيد و تلحين جملة موسيقية جديدة لا تشبه الحان عباقرة الفن أمثال عبدالوهاب والسنباطي وبليغ حمدي وغيرهم وهنا أحب أن أذكر أنني عزفت وغنيت وكانت عندي موهبة الصوت ولكن لم افكر أبدا في أن أصبح مغنياً لأن همي الأكبر كان في الموسيقى والالحان وربما كنت مخطئا لان من يكون ثروته مادية هو المغني لا الملحن ولكني لم أفكر إلا في جودة الموسيقى وكم كان يسعدني أن يردد الناس الحاني وكذلك الإذاعات عندما اسمع راغب علامة وماجدة الرومي وغيرهم وهم يحلقون بالنجاح في أغاني لحنتها لهم وبهذا لم افكر أن أطلق على نفسي باسم موسيقار بل وسائل الإعلام والصحافة هي من قالت ذلك.

*أصبحنا في عالم سهل على الكثير الشهرة ولكن هل الشهرة هي التي يتطلع لها الانسان الناجح أم هناك أشياء أخرى أهم من الشهرة؟

@أهم شي في الشهرة هي أن تستحقها…

 المال يجعلك تشتري أغنية وتصورها وتدفع لوسائل الإعلام تكاليف انتشارها، ولكن هل هذا هو الفن الحقيقي أبداً المهم قيمة ما تقدمه للناس وجودة المادة الفنية.

* كان لك تعامل مع فنانين وفنانات من الجيل الطربي جيل ماجدة الرومي راغب علامة وغيرهما كيف تجد الفنان بالجيل القديم والفنان بالجيل الحالي؟

@ أنغام وأجيال هذا عنوان آخر برنامج لم يتحقق، وأنا بالمناسبة صاحب برامج عديدة من إعدادي بيانو بيانو ( الأوربت ) ودندنة على قناة ( M B C )و نغمات عالبال وغيرها.

لعبة الأجيال أهم ما يطرأ على الإنتاج الفني لأن التغيير هو حكمة الحياة ودائما ترى أن الطفل يريد أن ينجح اكثر من والده، والتطور في الفن ضروري ، المهم المحافظة على النوعية ، وانتشار مفاجئ لأغنية ما لا يعني التعميم المطلق أن هذه أغنية المستقبل ربما تختفي بعد شهور قليلة إنما يبقى ويستمر هو الجودة وبكل تواضع إن ما لحنته لماجدة الرومي وراغب علامة منذ اكثر من ٣٠ عاماً  لا تزال الناس تسمعه في حفلاتهم مثل (كلمات …. عن جد ….طيري يا عصفورة… ما حدا بعبي …الخ)

*لو لم تكن موسيقاراً ماذا تود أن تكون؟!

@لا أحب السياسة لذلك لا تغريني المناصب ولكن لو كنت املك مالا وفيراً لانشئت المصانع لأن الصناعة هي أساس بناء أي دولة قوية في الاقتصاد كاليابان والصين وأنا بكل آسف أرى لبنان اليوم اكبر خاسر في هذا لانه يستورد اكثر مما يصنع ويصدر

*هل هناك فرق بين الملحن والموسيقار ؟

@ من السهل أن تكون ملحنا ولذلك نرى اليوم الكثير من الصف الأول من المغنين يلحنون وطبعا نجاح هذه الألحان يعود ثمانون بالمائة منها إلى الموزع الموسيقي البارع اما الملحن الحقيقي فهو محترف يعرف ما يناسب لكل صوت مثلا بليغ حمدي أعطى أم كلثوم الحاناً  لم يعطها لزوجته وردة لأن الاصوات و الأداء يختلف.

*هل سيكون هنالك أعمال قادمة لك؟!

طبعا هناك عمل منذ ثلاثة أشهر لمريم عطا الله اسمه أنا كل ساعة ويوم (خمسة ملايين مشاهدة للآن) من كلماتي وألحاني وهناك أغاني لسمية بعلبكي منها قصيدة لنزار قباني وأغنية ثانية للشاعر المصري بهاء الدين محمد حالما تسمح الاجواء سوف نباشر في تسجيلها واعمال اخرى سوف نعلن عنها.

في زمن الكورونا الكثير من الأمور تعطلت وأصبحت التقنية هي سيدة الموقف فرأينا حفلات غنائية عن بعد ورأينا أيضاً افلام تمثل عن بعد…

كيف كنت تواجه الكورونا؟!

@ الكورونا مصيبة عالمية وليست وباء فقط ولكنها حكمه كبيرة جداً للانسان والإيمان كيف، لقد نسي الإنسان انسانيته واخذ يقتل اخيه الانسان من اجل الطمع في الارض والاستيلاء على مصادر الطاقة وبالغ في اختراع الات دمار للإبادة البشرية

وجاءت الكورونا لتثبت من يقرر الدمار الحقيقي فاربكت اكبر الدول ولكن رحمة الله دائما إلى جانب المؤمن ، وانا تلقحت والحمد لله وارجو الشفاء للجميع.

نعلم بأنك أب حنون وتعشق الأطفال وكلنا استمعنا لأغنية ماجدة الرومي طيري يا عصفورة…

لماذا لا تتبنون المواهب من الأطفال في أعمال غنائية؟!

@الطفل هو رجل الغد وقائد الغد وأنا كأب أحب الاطفال واعيش عالمهم الخاص وكنت دائما اروي قصصا لاطفالي قبل النوم لذلك اعطيتهم اهتمام كبير من الحاني وقد ترجمت اغنية طيري ياعصفورة الى الايطالية وعدة لغات اخرى الطفل اينما هو له نفس الشعور البريء ومخاطبته لها خصوصية وانا الحمد لله أكتشفها من خلال اولادي

*أخيراً وصلنا لنهاية الحوار ونترك لك الكلمة فتفضل؟

@اعمل بضمير في كل المجالات واذا كنت ملحناً فتش عن أغنية تدوم وليس تضرب تجاريا وشكرا