عم سعيد واليوتيوب
قرر عم سعيد يخوض تجربة جديدة تنعش له جيبه الذي عشعشت فيه خيوط العنكبوت ولكنه لا يعرف ما هي هذه التجربة وعندما نظر إلى ساعته وجد ان الوقت قد أزف وحان وقت النوم فقد تعدت عقارب الساعة الثالثة صباحاً.
فجأة وجد عم سعيد نفسه يفتح جهاز ه المحمول ويعمل قناة جديدة على اليوتيوب واسماها صوت القلب وقام بعمل مقدمة لهذه القناة تحمل العبارات التالية: دع قلبك ينطق واسمع لصوته فالحياة جميلة مع صوت القلب وليس صوت العقل ندعوكم للتخلي عن عقولكم وان تفتحوا قلوبكم معنا لتسمعوا صوتها تابعونا قريباً على قناتكم صوت القلب.
لعل من أجمل ما وفرته التقنية حالياَ هو أنك تستطيع نشر فكرك بكل سهولة وإبداع وقد تحصل على الملايين كما حصل مع أنمار فتح الدين أحد مؤسسي قناة يوتيرن على اليوتيوب.
قفل عم سعيد جهازه وغط في نوم عميق واستيقظ كعادته على صلاة الفجر وقام إليها متكاسلا فهو لم ينم الا متأخرا.
بعد أن صلى عاد إلى لابتوبه وفتح قناته الجديدة وقد فوجئ بعدد المشتركين خلال ساعات قليلة حيث بلغ عشرة آلاف مشترك وهو ما دفعه إلى البدء بالبث المباشر بأسرع وقت ممكن.
ولكن الان وقت دوامه وعليه مغادرة منزله فقفل الجهاز وخرج إلى العمل.
كان عم سعيد طوال تواجده بالعمل غارقا بالتفكير بكيفية انجاح القناة وتحقيق الملايين.
وها هو الدوام انتهى ليأخذ عم سعيد سيارته ويغادر سريعاً على غير عادته ويتجه لمنزله.
اتجه عم سعيد مباشرة إلى جهازه وقد ساعده ذلك عدم وجود فتو النكدية فهي ذهبت لرؤية اهلها وسوف تقضي عندهم كم ليلة.
بدأ عم سعيد البث المباشر لقناته بتشغيل أغنية انت عمري لأم كلثوم. وبعد الانتهاء من المقطع قال: دعونا نستمع لصوت القلب فالقلب له صوت جميل شاركونا بصوت قلبكم على الرقم التالي.
وبعدما انتهى من رسالته الصوتية عاد ليذيع أغنية على بالي حبيبي لاليسا.
وبعد انتهاء الأغنية اتصلت على الرقم فتاة وبدأت في الاستماع إلى صوت قلبها.
عم سعيد: معنا على الخط الأخت قلب حزين خلونا نسمع صوت قلبها وليه صوته حزين. اختي قلب حزين سمعيني صوتك قلبي؟
قلب حزين: قلبي حزين لأنه حب شاب وملك كل أركانه عشقته وعشقت همساته كل ليلة وهو على الجوال يتغزل ويجذبني بحلو كلامه وصدقته، طلب صورتي رفضت بالبداية ولكن مع إلحاحه ما قدرت أرسلت له صورتي وانا متحجبة، وقال في جمالي قصائد وذوبني كما يذوّب الماء قطع السكر، جنني ، أسرني خلاني هائمة في بحوره.
طلب مني يشوفني رفضت وبشدة ولكنه أقنعني إننا نتكلم صوت وصورة على برنامج الاسكايب وبالفعل صرنا نتكلم من خلاله ساعات الليل كلها، ومع الأيام تطورت علاقتنا شيئاً فشيئاً ومضى على تحدثنا بالبرنامج اكثر من أسبوع وبعدها بدأ يطلبني أشياء طلب أنه يشوف أشياء المفروض ما يطلع عليها إلا الزوج وقلت له هذا الشيء فقال لي حبيبتي انا قلت لك انا راح أكون زوجك.
ومع شدة الإلحاح طاوعته وشاف ما أراد وصار بعدها يطلب يقابلني ويريدني أخرج معاه وأنا أرفض وأرفض وأرفض وقررت أقطع علاقتي معه وبالفعل لم أرد على اتصالاته لليوم الأول ولكن اليوم الثاني بعث لي مقطع فيديو على الواتساب وهددني إني لو ما قابلته راح يفضحني ويبعث الفيديو لجميع أصحابه وينشروا على اليوتيوب اضطرت وخرجت معاه وياليتني ما خرجت افترسني كأنه غول بدون رحمة رغم توسلاتي ودمعاتي ولكن بانت حقيقته وبانت ألاعيبه (وبدء الصوت يختفي ليتحول لصوت بكاء).
عم سعيد: أهدئي يا قلب لا تبكي ترى هو ما يستاهل دموعك وما في شيء يستاهل تبكي عليه،
قاطعته قلب بعد أن تمالكت نفسها وقالت له وبصوت حزين جدا كيف تريدني ما أبكي وأنا صرت بين يده ويد زملائه وفي النهاية صار يتاجر بلحمي.
لم يتمالك عم سعيد نفسه ووجد العبرات تخونه وتفضحه عباراته وأقفل الخط، وقطع البث المباشر.
وجلس مع حاله يفكر في حال قلب حزين وكيف البنت ينضحك عليها علشان تتبع قلبها وصوته وتغيب عقلها وأيقن تماما بأن صوت القلب يجب أن يكون متزامن مع صوت العقل فكليهما يكملان بعضها البعض ولا يتجزأن عن بعضهما وقرر أن يتصل بالفتاة وأن يتزوجها.
ولكن فجأة سمع صياح زوجته فتو وهي تقول قوم يا منيل على عينك تأخرت على دوامك قوم روح دوامك ترى راتبك ما يستحمل خصميات قوم عساها تقوم قيامتك يا بعيد.