الورقة الحادية عشر (صحوة الموت).
الورقة الحادية عشر.
نعود إليكم بعد توقف لفترة طويلة…
واليوم معنا ورقة جديدة من أوراقي المبعثرة…
وأشكر كل من سأل عن أوراقي…
وراسلني على برنامج الواتساب…
ورقتي اليوم تحكي قصة عجيبة…
وتدور أحداثها بقسم العناية المركزة…
وتحديداً بالفترة المسائية…
فقد كنت أقوم في ذلك اليوم بخدمة مريض من الجنسية المصرية…
مريض في غيبوبة تامة…
وعلى جهاز التنفس الصناعي…
وعنده فشل تام بوظائف الكبد…
حيث يعني من تليف به…
وكانت الفترة قبل الحج…
وفجأة من غير مقدمات…
فاق المريض من غيبوبته…
وبدأ بسحب أنبوب التغذية الأنفية المعدية…
وسحب الأسلاك الخاصة بجهاز مراقبة نبضات القلب…
حاولنا السيطرة عليه أنا وممرضة معي…
وتمت السيطرة…
وتم إعادة توصيل أسلاك جهاز مراقبة نبضات القلب…
وتم إبلاغ الطبيب المقيم بأن المريض قد فاق من غيبوبته…
جاء الطبيب وكتب بعض من التحاليل الطبية…
قمت بسحب التحاليل وتجهيزها تمهيداً لإرسالها إلى المختبر…
وأثناء سحب التحاليل قام المريض بفصل الخرطوم الموصل بالأنبوبة الخاصة بجهاز التنفس الصناعي…
وعدنا لمحاولة السيطرة عليه…
وتمت السيطرة دون حدوث أضرار…
وبعد ظهور نتائج التحاليل…
قام الطبيب بفصل خرطوم جهاز التنفس الصناعي عنه…
ولكن ظلت الأنبوبة بفمه…
وبعد ساعة تم إعادة تحليل غازات الدم للتأكد من نسبة الأوكسجين…
والنتيجة كانت جيدة…
قرر الطبيب إزالة الأنبوب من فمه…
وبالفعل تم إزالتها…
لنسمع صوته…
لقد فاق إفاقة تامة من تلك الغيبوبة…
ليسأل عن موقعه…
وعندما علم بأنه بمستشفى حكومي…
أخذ يدعو للحكومة…
وطلب مني أن أكتب رسالة للملك لأشكره على ما يتم تقديمه للحجيج…
ورسالة أخرى إلى السفير المصري…
وظل يطلب مني كتابة رسائل إلى كل مسؤول…
حقيقةً أنا لم أكتب أي رسالة…
وحتى استفاقته لم تجعلني مطمئناً…
وقلت لمن معي بالقسم إنها صحوة الموت…
ولن يستمر طويلاً…
ولكني أنا من لم يستمر بقسم العناية المركزة…
فقد تم نقل خدماتي إلى قسم الباطنة…
وبعد مضي خمسة ايام من صحوته…
وفي زيارة خاطفة للأصدقاء بقسم العناية…
سألتهم عنه…
فأجابوني بأن توقعي قد صدق…
نعم لقد مات…
رحمه الله واسكنه فسيح جناته…
لا يعلم الإنسان متى موعد منيته…
ولا يعلم كيف ستكون…
وباي مكان تكون…
ولكنه يعلم بأن هناك حساب…
فأعمل حسابك…
وحساب نفسك قبل أن تُحاسب…
وختاماً أسأل الله العلي القدير…
أن يرحمنا برحمته وأن يدخلنا الفردوس بكرمه…
ودمتم طيبين،،،