الورقة 25 (باب الجنة)

قسم الحميات…

هو قسم يجمع العديد من الأمراض المعدية…

من التهابات كبدية…

من حالات نقص المناعة…

الحمى الشوكية…

الدرن…

الملاريا…

والعديد من الأمراض…

وفي يومٍ تم تحويل حالة شُخصت بالجذام…

والجذام هو مرض بكتيري معدي يصيب الجلد والأعصاب المحيطية…

كما يصيب الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي والعينين…

ويأخذ وقت طويل حتى تظهر أعراض الإصابة فهي لا تظهر إلا بعد ٥ سنوات من الإصابة بالمرض…

المهم…

كانت حالة منومة بالعناية المركزة لفترة طويلة…

وكانت بغيبوبة وفاقت…

ليتم تحويله لقسمنا…

تم تنويمه بغرفة مخصصة له…

كان المريض في حالة نفسية وفي هذيان…

ظنناها أنها فترة ما بعد الإفاقة من الغيبوبة…

المهم جلس بالغرفة هذه لمدة يومين…

وطلب منا الطبيب مسؤول القسم بنقله إلى غرفة العناية المتوسطة…

وتم نقله…

وفي الصباح الباكر كما هي عادتنا…

يتم تغيير ملايات السرر بملايات جديدة…

وأثناء تغيير ملاية مريض الجذام…

لم يشاهده زميلي المسؤول عن الغرفة إلا وهو يشير ويقول هذا باب الجنة ليسقط من نافذة الغرفة ليقع أرضاً…

وسط ذهول صديقي وذهول كل من بالغرفة…

رمى بنفسه مع النافذة بشكل سريع جداً…

ليمت عن فوره…

تألمنا كثيراً…

ولكن ظل زميلي الذي رأى المنظر في حالة من الذهول…

استمرت معه طويلاً…

وكم عانى من المنظر…

الحياة تريك أشياءً عجيبة…

لا تدرك ما خلفها…

ولا تعرف الأسباب…

وقد تأثر فيك المواقف كثيراً…

فلا تستسلم يا صديقي…

وتذكر قدرة الله…

وحكمته…

نعم نحن نراه قد مات منتحراً…

ولكن لا نعلم عن نيته…

فكل أمر يدبره الإله في خير لعباده…

ولو كان ظاهره شراً…

ونحن نؤمن بالقدر…

بخيره وشره…

وندعو الله أن يلطف بنا…

فهو اللطيف الخبير…

ان استسلمت للخوف الذي بداخلك…

سوف يجني عليك…

فلا تخف من قدرٍ كتبه رب العباد…

فهو من يعلم الغيب…

ونحن نسير في النهاية إلى أقدارنا…

والفطن هو من أدار حياته…

لحسن آخرته…

ودمتم سالمين…