الورقة الثالثة والعشرون.

أوراق مبعثرة… من حياة ممرض

بقلم/ فوزي بليله

الورقة الثالثة والعشرون (الو… أسامة)

قبل اسبوع عدت إلى حيث كانت بداية حياتي العملية وذلك لإجراء بعض التحاليل…

وقابلت صديقي عمر بالمختبر وأنا أشكره لأخذ العينات ولتذكيري بالماضي الجميل…

كنا هناك بالمستشفى مجموعة واحدة جمعت بيننا الأخوة والمحبة من معظم أقسام المستشفى…

ما أحلى تلك الأيام…

بعد انتهاء الدوام الرسمي كانت لنا رحلات…

مرة جدة وتارة الطائف…

بالرغم من عناء العمل إلا أن تلك الرحلات كانت تنشطنا وتجدد فينا روح الأخوة والمحبة…

في تلك الليلة كعادتنا…

انتهى الدوام  وكانت فترة مسائية…

لنقرر أن نذهب إلى مدينة جدة…

كانت هناك عدة سيارات…

لقد كنا حوالي اثنا عشر فرداً…

كنت أنا مع زميلي عمر بسيارته…

وكان معنا زميلي بندر وزميلي عبدالوهاب…

وبعد ليلة جميلة قضيناها على البحر…

وتحت نجوم السماء يحلى السهر…

ومع أنغام الموسيقى يزدان السمر…

عدنا إلى مكة…

ونحن بالطريق…

جاء اتصال لعمر!

المتصل يسأله الو… أسامة…

ليجيبه عمر بأن الرقم غلط…

وثوانٍ ويتكرر الاتصال…

وهنا وجدت نفسي أموت ضحكاً…

فقد كانت المتصل يجلس خلف عمر…

إنه بندر…

فانتبه لي عمر وقال لي لماذا تضحك؟…

قلت له انتم من جدكم والا تمزحوا؟

قال لي ايش الموضوع؟

قلت له بندر يتصل عليك ويقول لك الو… أسامة!

وأنت تقول له الرقم خطأ…

فانتبه عمر وبندر للموقف وضحكا ضحكاً شديداً…

وضحكنا كلنا…

لقد ذكّرني بهذا الموقف…

لنضحك معاً…

الذكريات جميلة…

والماضي بحلوه ومره أجمل…

فتلك حياة قد عشناها…

وعندما تمر بذاكرتنا نضحك…

وقد من الألم نبكي…

نعم نبكي على من فقدانهم…

ونضحك على مواقفنا معهم…

إنها الحياة…

ولكن تظل الذكرى الجميلة خالدة…

وتظل الذكرى الأليمة دائمة…

فلا تترك ذكرى فيها ألم…

وكن أنت من يترك في الجميع أثر…

أثر جميل…

يدعون لك بسببه بعد عمر طويل…

ولا تترك أثر سيء…

فيدعون عليك طيلة حياتهم…

وما أجمل الذكريات…

وما أقسى بعضها…

ودمتم طيبين…