الورقة الثالثة عشر ( زيارة معالي الوزير)

من الجميل أن يتم الوقوف على الأعمال على أرض الواقع…

ولكن الأجمل أن تتم بسرية تامة…

وورقتنا اليوم تتحدث بين ماضٍ من الزمان وآتِ…

فالجولات التفقدية لسير العمل هي جولات مستمرة…

وخصوصاً قبل موسم الحج…

ومن خلالها يتم الوقوف على جاهزية المنشئات المشاركة بالحج…

وكلنا نتذكر ذاك الوزير يرحمه الله الذي كان يقوم بجولاته متنكراً…

ويختار أوقات مختلفة للتأكد من سير العمل وتقديم الخدمات على وجه أكمل…

وهناك وزير آخر يأتي ومعه موكبه…

ويتم توجيهه للمنشئات المجهزة والمواقع المهيأة…

ووزيرنا أختار له طريقة أخرى…

كان يرسل الموكب من جهة ويدخل هو من جهة أخرى…

ليقف على الخدمات بنفسه…

دون أن يتم توجيهه مثل الآخرين…

كان وزيراً سلط اللسان…

وكان القوم يهابونه بشدة…

يعي ماذا يفعل…

بينما غيره يبحث فقط عن الوجاهة…

كانت جولة الوزير لها هيبة…

والكل يترقب وينتظر نهاية الجولة الحاسمة…

كنت في يوم الجولة أعمل بالنوبة الليلية…

وجاءت أخبار الجولة…

لقد قام الوزير بزيارة كامل أقسام المستشفى…

وسجل ملاحظاته على العديد من الخدمات المقدمة…

منها ملاحظات فنية وأخرى إدارية…

ولكن كان أهم حدث هو ما قام به الفني عبدالرحمن رئيس قسم الحميات…

القسم الذي كنت أعمل به…

فبعد انتهاء زيارة الوزير من القسم…

وتسجيله ملاحظة وجود دواليب مغلقة بالقسم…

قام رئيس القسم بتقديم الزميل عبدالقادر لمعاليه…

وقام الزميل بتسليم معاليه ظرف…

وهنا أحمر وجه مدير المستشفى خوفاً من وجود شكوى ضده…

ولكن كان بالظرف خطاب موقع من العاملين بالقسم…

يطالبون فيه بصرف بدل العزل…

حيث أن القسم هو قسم خاص بالعزل…

ويستحق العاملين به بدل ثابت شهري على حسب النظام…

وقد كنا كل ما نرفع للمطالبة به يتم الرفض…

فقررنا أن ننتظر زيارة معاليه وتسليمه خطاب المطالبة…

وأثناء تسلم معاليه الظرف طلب شرح عن الموجود به…

فأخبره رئيس القسم بأن هذا القسم هو قسم خاص بعزل الحالات المعدية…

والتي من ضمنها حالات نقص المناعة المكتسبة…

وحالات الدرن الرئوي…

وحالات الحمى الشوكية…

وجميع الحالات التي تصنف على أنها معدية…

وكلما طالبنا ببدل العدوى يتم الرفض…

وعندما طالبنا ببدل العمل بأقسام العزل يتم الرفض…

وليس لنا بعد الله سوى معاليكم…

فأخذ الوزير الظرف وقال له سوف ندرس الوضع…

ولم يمضِ شهر على تلك الزيارة حتى أتت الموافقة من معاليه…

وتم صرف بدل العزل للعاملين بالقسم…

وبأثر رجعي أيضاً…

وبعدما كان القسم غير مرغوب بالعمل فيه…

اصبح الكل يرغب بالعمل فيه لأجل البدل…

وزادت الطلبات عند مدير المستشفى وكذلك الواسطات…

ولنا ورقة مفردة بإذن الله عن ما حصل بعد نزول البدل…

الحقيقة الدولة لم تقصر مع العاملين بها…

ولم تبخل عليهم بحقوقهم…

ولكن هناك مسؤولين يجهلون الأنظمة…

وبالتالي ضياع حقوق الموظف…

كلنا نعمل وسط الأمراض ومعرضين للعدوى…

وعمري بحياتي كله لم يُصرف لي بدل العدوى…

وهناك من قدم عليه وهو يعمل على مكتب وحصل عليه…

لوجود واسطة أو معرفة أو لوجوده بمسمى وظيفته…

ومن المفروض هذا البدل يصرف لكل من له احتكاك مباشر مع المريض…

ومباشرة من غير تقديم عليه…

وهذه من ابسط الحقوق الضائعة على العاملين بالصحة…

وقد تم صرفها للبعض نتيجة رفع قضايا وكسبها…

ومازالت لا تصرف للبعض…

ونتمنى أن يتم إعادة النظر فيها مرةً أخرى…

ودمتم طيبين،،،،