عم سعيد والزوجة الثانية

بعد أن طارت ملايين عم سعيد وطارت معها بطولات نادي الوحدة بسبب فتو النكدية والتي قامت بإيقاظه في آخر الليل لتطلب منه كأساً من الماء وقام عم سعيد بإحضار الكأس وهو يغلي بداخله ولم يعد إلى نومه مرةً أخرى بل أنتظر صلاة الفجر وصلاها بالمسجد ومنها أخذ سيارته واتجه إلى عمله باكراً على غير عادته والحلم الجميل لم يفارق مخيلته.

دخل عم سعيد إلى مقر عمله وجلس على الأريكة مستريحاً وغفت عينا عم سعيد وغفا معهما وما هي إلا لحظات حتى وجد من يوقظه من نومه وكان هذه المرة مديره بالعمل قائلاً:

يا عم سعيد قوم الله يرضى عليك هنا مكان عمل ما هو مكان نوم.

رد عم سعيد قائلاً:

الله يرضى عليك يا ولدي خليني انام شوية ولا تنكد عليا يكفيني النكدية اللي عندي.

فسأله المدير قائلاً:

عم سعيد شكلك مو عاجبني كأنك متضايق او متنكد أو في شيء شاغل بالك قوللي يمكن أساعدك.

عم سعيد: والله يا ولدي زهقت من فقري والحرمة كمان زهقتني تخيل تصحيني من نومي علشان اجيب لحضرتها كاسة موية، وياما تصحيني من أحلى نومة علشان تطلبني أي شيء.

المدير: شوف يا عم سعيد مالك غير حل واحد تتزوج عليها وحدة صغيرة فرفوشة تفرفشك وتنعشك وتعيشك ملك زمانك.

عم سعيد: يا ولدي أنا قادر على بيت حتى افتح بيت تاني الله يهديك بس.

المدير: عم سعيد اتزوج من برا ما راح يكلفك الزواج كثير.

عم سعيد: يا ولدي أنا أخاف من الطيران وما عندي حق غدايا مو زواج وسفر.

المدير: خلاص يا عم سعيد نسافر أنا وأنت وأزوجك على حسابي كم عم سعيد عندي بس قوم انت دحين وسوي لي كوب شاي.

قام عم سعيد والابتسامة مرتسمة على شفتيه وعمل لمديره أجمل كوب شاي.

وعاد إلى أريكته، وكله نشاط وحيوية.

جمع المدير الموظفين وطلب منهم المساعدة في تزويج عم سعيد زوجة تسعده وتجعل منه ملك على قلبها. ونظراً لعلاقة عم سعيد الطيبة مع زملاؤه تبرعوا له لكي يتزوج وجمع التبرعات مديره.

المدير: عم سعيد نبغاك تروح تقدم على تصريح الزواج من الخارج وخد معك تقارير زوجتك الطبية اللي تثبت عندها عقم.

عم سعيد: طيب يا ولدي بس هم يرضوا يعطوني تصريح.

المدير: أكيد يرضوا طالما عندك تقارير تثبت عقمها.

وذهب عم سعيد إلى الأمارة وحصل على تصريح الزواج من الخارج وتجهز للسفر مع مديره.

يا فتو هكذا صاح عم سعيد مناديا زوجته.

فتو: إيوا يا شايب ايش تبغى مني

عم سعيد: شوفي يا فتو أنا مسافر مع مديري في تكليف من العمل ويمكن أغيب أسبوعين.

فتو: الفكة من جحا غنيمة درب السلامة يا خويا.

عم سعيد في نفسه” جحا في عينك يا قليلة الاحترام أنا زوجك وتكلميني كدا والله المدير معاه حق أروح اتزوج وحدة تعيشني ملك بدل البقرة هادي”.

وجاء يوم السفر وأخذ المدير العم سعيد وذهبا إلى المطار.

المدير يا عم سعيد هات جوازك.

ويبحث عم سعيد عن جواز سفره بجيوبه ولا يجده فيقول لمديره:

شكلي نسيتو بالبيت؟

المدير: يا عم سعيد كيف تنساه دور يمكن حطيتو بالشنطة دور الله يخليك ما عاد في وقت.

وبحث عم سعيد بحقيبته فوجد الجواز فصاح فرحاً:

خلاص خلاص لقيتو الحمدلله.

وتم إكمال إجراءات السفر.

وجاء موعد الصعود إلى الطائرة، وصعدا إلى الطائرة ليكون هناك فصولاً من الخوف والمرح يقدمها عم سعيد.

أثناء إقلاع الطائرة عم سعيد يرتجف خوفاً وهو ممسكاً بكتف مديره والذي صاح من الألم وقال:

يا عم سعيد خلعتلي كتفي خليك بمكانك ما يحتاج كل الخوف دا.

عم سعيد: يا ولدي بس يقلع الطيار اسيبك.

وبعد أن أصبحت الطائرة بالجو وخف خوف عم سعيد ترك كتف مديره وهو يغني أغنية طلال مداح الشهيرة :

فـي سـلـم الـطـايرة …… بـكيـت غـصبـاً بكـيـت

عـلـى محـبيـن قـلبـي ….. عــنــدمـا ودعـونـي

وشفت محبوب قـلبي ……… بـيـن نـخـلـة وبـيـت

يـنــاظـر الـطـايــرة …. يـبـغى يحـرك شـجـوني

 

فـعـلاً انـا عــنــدمـا …. شفتـه بعـيـنـي بـكيـت

وقـلـت بـالله يـا اهــل .. الـطـائـرة نــزلـونـي

بشـوف محـبـوب قلـبـي ….. عـادنـي مـا انتـهـيـت

وان كــنـت غـلــطـان ….. يـا اهـل الطائرة فهموني

 

يـــا آه فــي آه كـــم … بـاقـول يـا ليـت يـا ليت

عـسى محـبيـن قـلـبـي ….. عـادهـم يــذكــرونـي

خـاف انـهـم يعـشـقـوا …. غـيـري وانـا مـا دريـت

احـسـن لــيـا الـمـوت …. لو هـذا حصل فـاقـبروني

المدير: ما شاء الله يا عم سعيد صوتك جميل وأغنية رائعة.

عم سعيد: الله يجمل ايامك يا ولدي.

ومازالت الطائرة تواصل طريقها نحو القاهرة حيث سيصبح العم سعيد عريسا من هناك وسيحصل على زوجة تصغره كثيرا لتخدمه وتجعل منه ملكاً.

ومضى الوقت وحان موعد الهبوط ليجد عم سعيد نفسه مرة أخرى ممسكاً بكتف مديره الذي أخذ يصيح من شدة ألم كتفه الذي تعلق فيه عم سعيد.

هبطت الطائرة وأول شيء فعله عم سعيد بعد هبوطه لأرض المطار هو السجود شكراً لله.

وبعد الانتهاء من إجراءات الوصول وجدا سيد ينتظرهما وسيد هذا هو قريب لوالدة مدير عم سعيد فهي مصرية الأصول.

المدير: عم سيد هلا والله بيك كيفك يا باشا؟

سيد: بخير يا حبيب البي.

وعرف المدير بسيد وكذلك عرف بالعم سعيد وغادروا المطار.

في السيارة ركب عم سعيد بالمقعد الأمامي وركب المدير بالمقعد الخلفي وسيد يقود السيارة ويرحب بالعم سعيد.

منور يا عم سعيد

عم سعيد: النور نورك يا سيد.

سيد: أول مرة تيجي مصر.

العم سعيد: أول مرة أسافر برا بلدي.

سيد: ياراجل انتو شعب تحبوا السفر والفلة وتقوللي اول مرة.

يتدخل المدير:

يا سيد عم سعيد راجل على قد حاله مالوش في السفر، وانا اقنعتو يسافر علشان نبغى نجوزو من عندكم بنت تسعده وتخليه ملك فزوجته نكدية وتموت في النكد كل يوم تنكد عليه حياته.

سيد: الله يعينك يا عم سعيد وان شاء الله نزوجك بنت تخدمك برموش عينيها وتبسطك على الآخر وتخليك ملك.

عم سعيد: الله يسمع منك يا ولدي سيد أحسن فتو كرهتني بالنسوان كلهم.

سيد: هي مراتك اسمها فتو.

عم سعيد: تخيل يا سيد.

ودا من إيه يا عم سعيد هكذا سأله سيد.

دا من ربنا ي سيد هكذا رد عم سعيد.

وصلوا الفندق بعد نصف ساعة من المطار، ودخل عم سعيد لغرفته ومديره لغرفته وغادر سيد بعد أن أكد عليهما بمقابلتهما بالليل فاليوم السهرة على حساب سيد باشا.

وبعد أن ارتاحا برهة من الزمن عاد لهما سيد ليصحبهما إلى السهرة في أحد النوادي الليلية بشارع الهرم.

وأحس عم سعيد في تلك السهرة بأنه وُلد من جديد وأن روح الشباب قد عادت إليه وأن الزمن قد عاد به عشرين عاماً.

وفي اليوم التالي ذهب العم سعيد مع مديره وسيد ليرى الفتاة التي سوف يتزوجها وقد كانت فتاة جميلة عشرينية العمر تعيش في فقر شديد ولم تصدق بأنها سوف تتزوج وأنها ستعيش بديار عم سعيد والتي كانت تحلم بها.

وها هي الليلة ليلة عُرس عم سعيد على عروسه الجديد، والناس قدمت للتهنئة وللفرح والذي انتهى ليأخذ عم سعيد عروسته إلى غرفته وعندما شال طرحتها سمع صوت إزعاج شديد ليفتح عينيه ويجد فتو تيقظه ليذهب إلى عمله وليعود إلى واقعه بعد حلم جميل قضاه مع عروس شابة وأمسية ترد الروح.