عم سعيد نجم الفيسبوك

 

بينما كان عم سعيد جالس بالمقهى سمع شباب يتكلمون عن الفيسبوك ومغامراتهم على الفيسبوك وكيف تتم المواعيد والغراميات والتعارف.

جاء إليه زميله عباس وهو يصغره بعشر سنوات ولديه خبرة كبيرة بأجهزة الحاسب الآلي والجوالات الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي.

باغته عم سعيد بسؤال مباشر:

عباس اريد اشترى جهاز جوال واعمل حساب على الفيسبوك!

نظر إليه عباس والدهشة على محياه وقال:

عم سعيد انت تعرف الفيسبوك؟!!!

أجابه عم سعيد: يا عباس في أحد ما يعرف الفيسبوك؟

طيب عم سعيد اعطيني معلومات عن الفيسبوك

عم سعيد قال : موقع حب وغزل وغراميات ومواعيد!

ضحك عباس كثيراً ثم قال: والله وطلعت داهية يا عم سعيد. على العموم خلاص بنشتري جوال ذكي ونعمل لك حساب على الفيسبوك بس انتبه زوجتك تعرف تروح في داهية!

وبالفعل تم فتح حساب للعم سعيد على الفيسبوك تحت مسمى رجل التحدي.

وعاد عم سعيد للبيت بعد أن خبأ الجوال بسيارته ليجد أمامه فتو النكدية مكشرة وثيابها متسخة وكعادتها استقبلته بأحلى كلام ( انت جيت يا متدهول).

نظر إليها عم سعيد وقال يا شيخة اكفيني شرك!

قالت له: هادا اللي بناخده منك وبس روح جبلنا عيش علشان الغداء.

خرج عم سعيد وأحضر العيش ودخل غرفته ليأخذ غفوة حتى يجهز الغداء.

فجأة يسمع صوت فتو وهي تصرخ انت يا راجل اصحى وتعال ساعدني مو كل شي على راسي قوم بسرعة تعال.

استيقظ عم سعيد من نومه وذهب إلى المطبخ ليساعد فتو في تحضير سفرة الطعام، بعدها تناول طعامه حتى الشبع، وطلب من فتو احضار الشاي المنعنش.

بعد أن شرب الشاي أرتدى ثيابه وخرج.

في السيارة فتح عم سعيد جواله المخبئ بالسيارة ودخل على حسابه بالفيسبوك ووجد أن هناك العديد من طلبات الصداقة قد وردته وشدته صورة بنت طلبت صداقته فمن غير تفكير قام بالموافقة على الطلب.

وهي بدورها قامت بإرسال رسالة إليه تخبره أن الاسم الذي أختاره يعجبها وأنها معجبة بصورته على البروفايل.

فكتب لها قائلاً: والله انتي جميلة جداً واسمك كمان جميل يا ميمي وأحب أن نكون في علاقة صداقة دائمة ولو تعطيني رقم جوالك نتكلم صوتياً يكون شي رائع جدا.

ولم تكذب ميمي خبراً وأرسلت له رقمها.

وطار عم سعيد فرحاً وقام بالاتصال على الرقم إذا بذاك الصوت الناعم الدافئ المثير يرد عليه قائلاً : مرحبا.

رد عم سعيد: مرحبتين هلا وسهلا انتِ ميمي.

ردت عليه قائلة: انا ميمي أنت أكيد رجل التحدي.

قال: نعم أنا رجل التحدي وصوتك ضيع عليا التحدي وما خلاني أستطيع اتحداكِ، الله على صوتك دافئ ومثير.

قالت له: مرسي حبيب البي من ذوقك والله.

عم سعيد كان خارج هالكون وعايش بكون آخر سائح كما تسيح الزبدة وهو شارد الذهن يفكر في صاحبة هذا الصوت الجميل.

وهي تقول : الو فين رحت يا رجل التحدي الو الو.

رد عم سعيد بصوت خافت هلا بعيوني معك بس سرحت في جمال الصوت وأكيد صاحبته أجمل وأجمل.

ردت عليه مرسي حبيبي من ذوقك والله.

قالت له يا رجل التحدي أنا أتحداك ترسل لي كرت شحن بمية ريال.

رد عم سعيد الآن يكون عندك الكرت.

وبالفعل شحن عم سعيد لصاحبة الصوت بمائة ريال وظلا يتحدثان ونسي عم سعيد نفسه حتى صارت الساعة الواحدة صباحاً.

عاد عم سعيد إلى بيته ليجد فتو في وجهه متسائلة عن سبب تأخره إلى هذا الوقت المتأخر بالليل.

فقال لها أنه كان لديه فرح، وأخذته الهرجة مع أصحابه.

ونام عم سعيد والسعادة مرسومة على محياه، والتنهيدات مالئة قلبه الصغير.

استيقظ عم سعيد نشيطاً على غير العادة وهو يغني ومبسوط بينما هو كذلك يسمع صوت شخير فتو وكأنه وحش مرعب.

ظل عم سعيد في اتصالاته وغرامياته لمدة أسبوع وهو كل يوم يرسل كروت شحن لصاحبة الصوت الرومانسي.

وبعد أسبوع تلقى مكالمة من ميمي وهي تصرخ وتبكي، فسألها عم سعيد عن سبب البكاء فقالت له أنها محتاجة لعشرة آلاف ريال فقد جاء موعد الإيجار وليس لديها قيمة الايجار.

رد عليها عم سعيد وقالها انا عندي الفين ريال أعطيكِ هيا وأحاول أدبر لك الباقي.

قالت له لا يا سعيد انت بتحرجني انا ما اقدر أخذ منك شيء.

قال لها: هو أنا غريب الله يسامحك هاتي بس رقم حسابك وأنا أحولك المبلغ.

قالت له : بس أنا ما عندي حساب أنت حطها بظرف وخليها عند البقالة اللي بحارتنا وأنا أخذها منه.، ويكفي الألفين لا تتعب حالك.

وبالفعل قام سلم عم سعيد الظرف للبقالة.

واتصلت عليه وشكرته،،،

وطلب عم سعيد مقابلتها، رفضت ببداية الأمر.

وبعد إلحاح عم سعيد وافقت.

وتقرر أن يكون يوم الخميس هو موعد اللقاء وأن يكون اللقاء بأحد المولات الكبيرة حيث يقف بسيارته بداخل المول وتأتي هي وتركب معه.

وبالفعل جاء يوم الخميس وعم سعيد متأنق كأنه عريس.

وفجأة صعدت بسيارته امرأة مرتدية عبايتها، وقالت له أنت سعيد.

قال لها نعم وانتِ أكيد ميمي.

قالت له إيوا بس أنت كبير وعجوز ومو نفس صورة البروفايل حقك.

قالها الشباب شباب القلب.

قالت له طيب هيا بسرعة أمشي لحد يشوفنا.

وانطلق عم سعيد وهو يقول لها على فين نروح.

قالت له : خلينا نروح الصحراء.

وراح عم سعيد إلى منطقة خالية من السكان والمارة والمباني، وهناك كانت المفاجأة الكبرى.

ميمي: أنزل من سيارتك بسرعة.

عم سعيد: أنزل فين أروح يا ميمي؟

ويتغير الصوت الناعم لصوت خشن: يا روح أمك أنزل لا أذبحك هنا قال ميمي قال ههههههههه.

وكشفت ميمي عن وجهها فإذا بها برجل ويحمل بيده سلاح فأضطر عم سعيد أن يخرج من سيارته وسط تلك المنطقة المقطوعة.

وسرقت ميمي الرجل سيارته وغادرت الموقع سريعاً.

وفجأة هاجمت عم سعيد قطيع من الذئاب وأخذ يصرخ عم سعيد لا لا لا تأكلوني لا لا ما أبغى أموت.

وفجأة يسمع صوت فتو وهي تصيح قوم يا راجل بلا في شكلك قوم اصحى من الكابوس اللي أنت فيه.

فاستيقظ عم سعيد وهو يحمد الله أنه كان حلماً، وقرر أن يبيع الجوال وأن يقفل حسابه بالفيسبوك ونظر إلى زوجته وقال في نفسه والله إنك ارحم من ميمي يا الله صبرني على غلاستها علشان قلبها الطيب.